التفكير التصميمي : مقدمة

في مجال التصميم لا يتعلق فقط في المظهر بل إيجاد حلول واقعية ومستدامة، حيث نجد أن النجاح الذي حققه التصميم يأتي من خلال الحلول التي قدمها المصمم في التفكير السليم ومعالجته للمشاكل بطريقة مختلفة. واعتقد أن مهمة المصمم أن يمارس طريقة التفكير التصميمي (Design Thinkng) من خلال تعطيل المشاكل الموجودة في التصاميم السابقة وتفعيل تجربة جديدة ومثرية للمستخدمين مع الحفاظ على رؤية وهدف التصميم.
و أذكر قصة قرأتها في موقع ثمانية عن قطار الرصاصة شينكانسن الياباني الذي تعدى سرعته ٣٠٠ كم/ ساعه ويواجه مشكلة الضجيج إثر سرعته العالية بسبب ضغط الهواء العالي حين يمر القطار عبر الأنفاق وتلامس الأسلاك العلوية التي تغذيه بالكهرباء. ومن ضمن الفريق كان هناك المهندس ايجي الذي وجد الحل في تعديل تصميم القطار بما يشبه منقار طائر الرفراف حيث يستطيع الطائر الغوص بسرعته العالية لصيد فريسته تحت الماء دون أن يحدث ضجة، فكلا الطائر والقطار يواجه مقاومة عند العبور، وبهذا صمم لمقدمة القطار هذه الفكرة الإبداعية والتي استوحاها المهندس من منقار طائر الرفراف.
إن المصمم عندما يمارس التفكير التصميمي يستطيع أن يشاهد المشكلات بنظرة مختلفة ويعيد صايغتها ثم يبحث عن حلول غير مسبوقة، وذلك من خلال التعمق وفهم المشكلة، ويصنع التصميم التفكيري قيمة جديدة وحلول مبتكرة. والأجمل في التصميم أنه لا يوجد حل مثالي لطريقة التصميم بل يمر بسلسلة تجارب عديدة للبحث عن أنسب حل.
ولأن التفكير التصميمي من الموضوعات المثيرة في مجالنا أصبح الحديث عنه مطلب ملح حيث يقول  تيم براون، الرئيس التنفيذي لشركة إيديو “ان دورنا ليس فقط لحل مشاكل اليوم بل حل المشاكل القادمة ” ويضيف ايضاً بروان عن التفكير التصميمي بأنه “منهجية للابتكار تتمحور حول الإنسان مستمدة من مجموعة أدوات المصمم لدمج احتياجات الناس مع الإمكانات التقنية ومتطلبات نجاح المشاريع التجارية”
الذي يحدث في التصميم التفكيري هو البحث عن خيارات جديدة والتوسع في إيجاد الحلول الجديدة ثم التجريب والاختيار. التفكير التصميمي هو بين حيز الاحتياج وحيز الحلول حيث يبدأ في اكتشاف الاحتياج من خلال الملاحظة والمقابلة إلى مرحلة تحديد الاحتياج ليتم خلق وصناعة الأفكار من خلال العصف الذهني والدمج حتى يصل إلى مرحلة تجربة الحلول والاختيار لحلول مستدامة وقابلة للنمو.

 829 total views,  1 views today